خطبة الجمعه 26-08-2011
السيد علي رافع

الإيمان، ليس مجرد كلمة، يقولها وينطقها الإنسان. وإنما الإيمان، هو واقعٌ يعيشه، أمرٌ وقر في قلبه، وصدقه عمله. الإيمان، إيمانٌ بالغيب، وإيمانٌ بالشهادة. فإذا كان إيمان الإنسان بالله، هو إيمانٌ بالغيب، فإن إيمان الإنسان بقوانين الله، هو إيمان الشهادة.

0.39

خطبة الجمعه 11-03-2016
السيد علي رافع

فلذلك، نقول دائماً أن الإيمان هو أمرٌ إنسانيّ شخصيّ، كل إنسانٍ له إيمانه وله عقيدته، وقد يصل الإنسان إلى ذلك وقد لا يصل. وليست القضية أن يقول الإنسان بلسانه أنه يؤمن بالله واليوم الآخر، فهذا ليس المقصود من الإيمان، إنما الإيمان أن يكون هذا هو حاله وقيامه وسلوكه.

0.35

خطبة الجمعه 24-05-1991
السيد علي رافع

هل رجعتم الى قلوبكم هل شهدتم الحق في وجودكم هل حاسبتم أنفسكم هل دعوتم ربكم هل سبحتم بإسم ربكم الأعلى الذي خلق فسوى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)سواكم ربكم على هذه الوجود وفي هذا الكيان والقيام (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)(وهديناه النجدين).. إن الإنسان اليوم وهو قائم على هذه الأرض وهو متعرض لما عليها من نور أو ظلام من حق أو باطل من فجور أو تقوى جعل الله فيه ما به يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب جعله الله قياما فيه ما يمكنه أن يسلك طريق الحق أو يسلك طريق الباطل. هذا هو القانون الذي تواجد الإنسان في ظله والذي نستطيع أن نفكر من خلاله فتجلي الله في هذا القانون تجلي الله في أسباب الحياة وكان إيمان الإنسان بالله هو في إيمانه بقانون الحياة ولكن الناس بظن إيمان يهربون من قانون الحياة الى خيالات وأوهام من خلقهم ويعتقدون أنهم بذلك يؤمنون بربهم ويبتعدون عن الواقع بظن تسليمهم والحق يقول لهم(إن الدين لواقع)(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)(ادعوني أستجب لكم)(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان)..

0.35

حديث الخميس 25-03-1999
السيد علي رافع

إن خيرا فخير وإن شرا فشر، آمن هو بهذا القانون ورآه مطبقا في الحياة الدنيا، ويعلم أنه أيضا مستمر، فالظاهر مرآة الباطن، فالإيمان بذلك يختلف تماما عن نظرية أن القضية تجيء من الخارج، أو أن العقاب حين يُفرض على الإنسان، يجعل الإنسان يفعل شيئا معينا، الإنسان في وجوده سر كبير، كما نضرب المثل. أن الذي يؤمن بفكرة وإن كانت أرضية وإن كانت مادية قد يدفع حياته ثمنا لهذه الفكرة الأرضية المادية، يعني هذا سر في الإنسان، سر في الإنسان أنه حين يؤمن بشيء. يبذل في سبيله كل شيء، فمن هنا الذي يؤمن بالغيب، هو ليس في حاجة الى أكثر من هذا ليستقيم في حياته، ليبذل كل جَهد لتحقيق ما يؤمن به، وإيمانه بالغيب هنا يدخل في نطاق إيمانه بكل ما هو غير محيط به هو على هذه الأرض، يعني الإيمان بالله. الإيمان باليوم الآخر. هما من معاني الإيمان بالغيب، من أجل ذلك نجد أن الآية تقول " من آمن بالله واليوم الآخر" " الذين يؤمنون بالغيب " " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب"، هنا الإيمان بالغيب هو في الإنسان، وعدم الإيمان بالغيب عند بعض الناس هو أيضا من فطرة الإنسان وإستعداده.

0.33

خطبة الجمعه 09-10-2015
السيد علي رافع

"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ..."[البقرة 285]، وما أنزل إليه من ربه هو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، إيمانٌ كُلِّيّ، إيمانٌ فطريّ، إيمانٌ داخليّ، إيمانٌ وجوديّ، إيمانٌ يسري في كل ذرةٍ من ذرات وجود عبد الله الصالح بما أُنزِل إليه من ربه.

0.32

خطبة الجمعه 12-06-2015
السيد علي رافع

وهذا هو ما يعنيه [لو كشف عني الحجاب ما ازدت يقينا](7)، لأن اليقين هنا هو في ما أعطاه الله للإنسان، وأن يُعمِل الإنسان هذه الطاقات، وأن يثق فيها. فإيمانه بما أعطاه الله هو إيمانه بالله. فالإيمان بالله ليس في قول إنسانٍ آخر يقول قال الله وقال الرسول، وإنما الإيمان بالله هو في أن يؤمن الإنسان بوجوده، وأن يأخذ كل ما يُقال له ويعرضه على قلبه، وليس أمامه غير ذلك، وعليه أن يتعلم ذلك.

0.3

حديث الخميس 25-03-1999
السيد علي رافع

فنحن جميعا نحاول أن نكون عبادا لله. وأن نحقق لوجودنا الرسالة التي جئنا من أجلها، والهدف الذي خُلقنا من أجله، هذا لمن يؤمن بالغيب. ويؤمن بأن له رسالة على هذه الأرض. وهدف يريد أن يحققه، أما الذي لا يعتقد في ذلك، فأمره فرطا، وهذه قضية الإيمان. وقضية الإيمان تنبع من الإنسان من قلبه، بما أودع الله فيه من فطرة وبما أودع الله فيه من سر، وكما نقول ونضرب المثل دائما، فإن الإيمان حتى في الظاهر بفكرة أو بقضية أو بمنهج، يكون له قوة كبيرة ودفع يجعل الإنسان يتحرك من أجل تحقيق ما يؤمن به، ونجد ذلك في كثير من الأمور حتى لو كانت مادية بحتة، أن يؤمن الإنسان بنظرية إقتصادية أو بمذهب إقتصادي ويعتقد أنه صواب، تجد أنه يبذل في سبيل هذا كل شيء، وهنا نظرية أن ما يفعله الإنسان ناتج عن خوف من شيء معين أو خوف من عقاب أو الرغبة في الثواب، هي نظرية سطحية تماما، لأن ما يؤمن به الإنسان أقوى من كل ذلك، فالعقاب والثواب لا يغير من عقيدة الإنسان، إنما يمكن أن تكون عقيدة الإنسان أنه يؤمن، هذا إيمان بأن الثواب والعقاب هو نتيجة طبيعية لفعله، فهذا إيمان. إيمان بإمتداد الحياة. إيمان باليوم الآخر. إيمان بأن لكل فعل نتيجة، وأن هذه النتيجة تكون من طبيعة هذا الفعل.

0.3

خطبة الجمعه 10-05-1991
السيد علي رافع

إن الحديث عن معنى الإنسان لا ينتهي لأن الإنسان هو الذي يحمل أمانة الحيا ولأن الدين هو قانون الحياة وعلى الإنسان أن يتعلم هذا القانون وأن يتأمل في هذا القانون. إن كل شيء على هذه الأرض يمر به الإنسان ليس عبثا.. إن كل شيء يمر على الإنسان ليجعل الإنسان أكثر قدرة ليكسب الإنسان في الله أكثر ولكن الناس تصور الدين في صور من خيالهم ويعبدون الله بظنونهم ويعتقدون أنهم بذلك يؤمنون وما آمنوا إلا بظنونهم وما أسلموا إلا لأفكارهم وما رضوا إلا بوهمهم.

0.3

خطبة الجمعه 14-02-1992
السيد علي رافع

فالذين لايرون ذلك، ويعتقدون أن ليس هناك ما يدعوا إلى ذلك بظن أنهم مؤمنين حقا، وهم لايدركون القانون الذى جعل لكل شيئ سببا، فإيمانك بالله لايمنعك من ان تتخذ الأسباب، إيمانك بالله أن تستعين بجاه رسول الله، أو أن تتوسل بجاه رسول الله؛ فهذا فى قانون الحياة لايتعارض مع إيمانك بالله، ومع إدراكك لوحدانية الله، وهذا يلزمك، ولا يخفف عنك، يلزمك أن تكون أكثر استقامة، وأكثر عملا، وأكثر جدية؛ حتى تكون أهلا لفيوضات ولرحمات رسول الله.

0.3

خطبة الجمعه 12-07-2013
السيد علي رافع

فكانت الأمور الأخروية لها علاقةٌ بإيمان الإنسان وبنِيَّتِه، وليس لأحدٍ أن يتدخل في هذه العلاقة بين الإنسان وربه، في إيمانه، أو عدم إيمانه، أو طبيعة إيمانه، أو نوع إيمانه، أو ما يفعله نتيجة هذا الإيمان. لا سلطان لإنسانٍ على إنسان فيما يعتقده، وفيما يقوم به لممارسة هذا الاعتقاد.

0.29

خطبة الجمعه 09-04-2010
السيد علي رافع

إيمانك بهذا ، هو ما يُعبَّر عنه في كثير من الآيات بـ"...الَّذِينَ آمَنُوا ..." [البقرة 9] ، أو"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ..." [البقرة 3] ، أو "...مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ .." [البقرة 62] . فالإيمان هنا هو معنى وجودك ، ومعنى قيامك ـ إيمانك بوجودك ، إيمانك برسالتك ، إيمانك بآخرتك . لذلك نجد ـ أيضاً ـ في كثيرٍ من الأحيان ، الاقتران بين الإيمان بالله واليوم الآخر ، إنهما يمثلان معنىً واحد . الإنسان الذي هو هذا موقفه ، وهذا هو اتجاهه ، يحقق خطوةً أولى في طريق الحياة .

0.28

خطبة الجمعه 09-01-2009
السيد علي رافع

الإيمان بالله هو الإيمان بقضية الإنسان على هذه الأرض وبعلاقته بربه ، الإيمان بالله أن يعرف الإنسان حدوده ، وأن يعرف هدفه وأن يعرف مقصده ، الإيمان بالله هو في أن الله رب العالمين ، وليس ربه هو فقط ، ونحن نردد في كل صلاةٍ في فاتحة الكتاب "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [الفاتحة 2]

0.28

خطبة الجمعه 02-03-2018
السيد علي رافع

"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ"، إيمانٌ شامل، إيمانٌ كامل، إيمانٌ أكبر من أيّ إيمانٍ آخر، إيمانٌ لا يستطيعه إلّا رسول الله، الذي كان أهلاً لما أنزل الله. والذين آمنوا، لا يستطيعون أن يؤمنوا إلّا بما ورد في الآية: "وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ"، المؤمنون يستطيعون أن يتفهّموا معنى الغيب، والله تعبير عن الغيب.

0.28

حديث الخميس 27-10-2016
السيد علي رافع

فنجد هذا أيضاً حتّى في العبادات التي نقوم بها، فإذا لم يكن هناك إيمان مسبَّق بالله واليوم الآخر، بمعنى أنّ الإنسان يؤمن بعلاقته بالله وبعلاقته باليوم الآخر، حتّى لو كان هذا الإيمان هو إيمان بغيب؛ لإنّه هو في واقع الأمر هو لا يكون إلّا إيمان بغيب، "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..."[البقرة 3].

0.28

حديث الخميس 21-11-2002
السيد علي رافع

وكما نتذاكر في أحاديثنا أن الهدف هو أن نتواصل بمعاني الحق ومعاني الحياة حتى نكسب كرتنا وتكون كرة ناجحة فالحة صالحة رابحة. وهذا هو ما يطلبه الإنسان على هذه الأرض إن كان من الذين يؤمنون بالغيب. فبدون الإيمان بالغيب والإيمان بإمتداد الحياة لا يكون لأي عمل روحي أو معنوي معنى. من هنا كان الإيمان بالغيب يسبق أي عمل صالح وهذا ما نجده في كثير من الآيات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3) ( سورة البقرة) وبعد إيمانهم بالغيب (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) . فهنا الإيمان هو أساس أي عمل صالح يقوم به الإنسان. والإيمان هو أمر فيه عظمة الله في الإنسان بتتجلى في الإيمان. عظمة الله للإنسان لأن أساسه التكريم وليس هناك أمر مقيد. تستطيع أن تقيسه وتقول أنا مؤمن بهذا الأمر المقيد المشهود. هذا نشرحه دائما حين نتأمل أن التغيير والإبداع والإصلاح والبناء والتعمير لا يكون إلا بأن يؤمن الإنسان بقضية معينة وهذه القضية موجودة في عقله في إدراكه ولكن ليست موجودة على أرض الواقع. ومن هذا الفكر الموجود في العقل ينطلق الإنسان في العمل. من هنا أيضا نجد أن الإيمان بالغيب والإيمان باليوم الآخر هو إيمان محله العقل وفي التجريد وليس في التقييد.

0.28

خطبة الجمعه 18-11-2011
السيد علي رافع

فحتى إيمانك بالله، هو أمرٌ غير مقدس، لأنه إيمانك، لأنه اعتقادك، لأنه عملٌ إنسانيّ أيضاً، إنه يوم عبرت عنه بلغتك وبلسانك وبقدرتك، تحول الإيمان بالله، هو أمرٌ خاصٌ بك أنت، فإذا كفر إنسانٌ بإيمانك، وبصورة إيمانك بالله، فليس هو بكافرٍ مطلق، إنما هو كافرٌ بما تعتقده أنت. وقد تكون عقيدته هو، دون أن يعبر بالكلام، أنه يؤمن بما تؤمن به أنت، وإنما يعبر بصورةٍ أخرى، ربما يكون إيمانه أفضل من إيمانك، وحاله أفضل من حالك، ومقامه عند الله أفضل من مقامك، "...لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ..." [الحجرات 11].

0.28

حديث الخميس 15-07-1999
السيد علي رافع

المراحل هو تفسير للمراحل السابقة لها. إن الإيمان بالله نفسره. أن هناك هدف من وجود الإنسان. لأنك حين تحول أن تفسر أو أن تقوم في معنى الإيمان بالله. و تفكر هل هو فيه إن تؤمن بأن هناك قوة غيبية تسيطر على هذا الكون. فهذا إيمان جزئي. أو إيمان بقضية معينة. لكن هذا لا يستلزم أن تؤمن بقانون الحياة الخاص بك. وأن هناك نتيجة لأعمالك ونتيجة لأفعالك على هذه الأرض في حياة أخرى. فكثير من الناس في أماكن مختلفة يؤمنون بهذه القوى الغيبية. ولكنهم لا يؤمنون بامتداد حياتهم بعد هذه الأرض. إذن هم لا يؤمنون بقانون إمتداد الحياة. ويرون في أنفسهم أنهم مثل أي كائن آخر له وجوده الأرضي فقط. من هنا كانت الآية: "كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم" إذا تصور الإنسان أنه مثل الآلة أو مثل أي كائن آخر فهو سوف يكون فيما يعتقده. ومن هنا يعامَل من هذا المنطلق. فيصبح هذا الإنسان لا وجود له بعد هذه الأرض في صورة مميزة. وإنما يصبح مثل أي كائن آخر. هذا تأمل. لكن ليس قطع في القضية. فمن هنا لا ينفع الإنسان مثل هذا الإيمان الذي هو مجرد قول أو مجرد نظرية. وإنما الذي ينفع دائما كما نرى في هذه الأرض. هو أن يتحول هذا الإيمان الى فعل والى عمل والى قوة فاعلة تؤثر وتنتج. الإنسان قد يؤمن بنظرية معينة. ويكون هذا الإيمان دافعا له لأن يحققها.

0.28

حديث الخميس 30-04-2015
السيد علي رافع

ويجب أن نفرق هنا بين الدين كقيام ومعاملة وذكر وإحساس وتذوق، وبين ما يصاحب الدين من أمورٍ تساعد الإنسان على أن يفهم ما يقوم به، وأن يحسن ما يؤديه. لذلك، فإن الناس تخلط في بعض الأحيان، بين الدين كمعنى يقوم في الإنسان، وكإيمان بالحياة، وإيمان بما وراء هذه الحياة وإيمان بما بعد هذه الحياة، وإيمان بما قبل هذه الحياة ـ وإيمان بالإنسان وما هو له أهل وبرسالته التي جاء بها.

0.28

حديث الخميس 18-09-1997
السيد علي رافع

لغير المتقين. مش ها يبقى هدى ليهم. والذين لا يؤمنون بالغيب ما يبقاش هدى ليهم. لإنهم لن يقرأوه ولن يفتحون وإذا قرأوه أيضا لن يأخذوا منه ما يحيي قلوبهم وما ينير عقولهم. هنا يبقى الأساس هو أن هناك إيمان يقوم في الإنسان بمعنى الحياة. وهذا الإيمان هو الذي يجعل الإنسان يتذوق المعاني الغيبية. أو أن يكون لها واقع في حياته. وده اللي بتسميه لما تيجي الآيات تتكلم وتقولك. "(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10) (سورة الأعلى) من يخشى هنا هو الذي في قلبه الإيمان. وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11) (سورة الأعلى) أشقى الذي ليس في قلبه إيمان. لن يجد في هذا الكلام أو لن يكون لهذا الكلام صدى في وجوده أو في قيامه. ومن هنا ندرك إن الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها هي أساسها الإنسان. أن الإنسان هو الأساس الذي نبدأ منه ككيان وكوجود إيماني. بما أودع الله فيه من فطرة الحياة. وبما أودع الله في قلبه من نور الإيمان. والإيمان لا يعلل وإنما يعلل به. وده فارق كبير. أو أساس يجب أن ندركه وأن نتعلمه. الناس حين أدركت بعض العلوم المادية إعتقدت في لحظة من اللحظات. أن هذا العلوم وهذه المعرفة تحل محل الإيمان. أو أنها يمكن أن تلعب دور الإيمان. لأنها بتجعل الإنسان يصل الى اليقين في أمور معينة عن طريق البحث والإختبار والنتائج التي يحصل عليها الإنسان تجعله يصل الى يقين في قضية معينة. وهذا وارد بالنسبة لكل ما يخضع تحت ا لإنسان من ماديات ولكن هناك جزء غيبي لا يخضع لتجربة الإنسان وإنما الأساس فيه هو الإيمان الذي يقوم في قلب الإنسان كما أشرنا من قبل.

0.27

خطبة الجمعه 22-12-2006
السيد علي رافع

ارجعوا البصر إلى داخلكم وانظروا من أنتم ، ماذا تريدون وماذا تطلبون وماذا تقصدون ؟ انظروا بماذا تؤمنون ؟ إيمانكم هو الذي يدفعكم إلى الطريق الذي تسلكون ، وإلى الحياة التي ترغبون ، وإلى الأفضل الذي ترجون ، وإلى الأحسن الذي تتعلمون ، الإيمان ليس كلمةً نقولها بألسنتنا ، الإيمان هو طاقةٌ تحركنا إلى العمل الصالح "الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات " ، "وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ،إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ . " [العصر1-3]، والإيمان بالله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بكتب الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان برسل الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بملائكة الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بعدم التفريق بين رسل الله ليس مجرد كلمة ، فلننظر ما يترتب على إيماننا ، ماذا يترتب على إيماننا بالله ؟ وما هو معنى إيماننا بالله ؟ هل إيماننا بالله هو مجرد تصريح وشهادة برئاسة هذا الكون فقط كما نشهد بأي رئاسةٍ في عالمنا ؟ هل إيماننا بالله هو أن نتصور أن الله أمر بكذا وكذا وعلينا أن ننفذ ؟ وما هو الذي يجب أن ننفذه ؟ وكيف ننفذه ؟ فليكن إذا أمر الله وجب أن ننفذ ، فأمره قانونه وقانونه حياتنا , ولكن كيف ننفذ هذا الأمر ؟ وما هو معنى تنفيذ هذا الأمر ؟ وما هي هذه الأوامر ؟ كل هذه التساؤلات تجعلنا ندرك أن الإيمان بالله ليس كما يختزله البعض لأشكالٍ وصور ، وهل إذا رأيت أنني أقوم شكلاً في ظاهر أمرٍ من أوامر الله هل أنا أكون مقتنعاً بأني نفذت هذا الأمر.

0.27

خطبة الجمعه 05-11-2010
السيد علي رافع

إيمانك بالله مجرداً ، وفي إيمانك بوجودك مقيداً ، فهو واجب الوجود ، وأنت بتقييدك موجود ، هو ليس له صورة ، وأنت لك صورة ، وما صورتك إلا خلقه ، وما وجودك إلا من صنعه ، فظهر فيك بحكمته ، وظهر فيك بقدرته ، [ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره في الإنسان](4) . إيمانك بوجودك مقيداً ، هو إيمانك بالله في إطلاقه . إيمانك بالله في شهادته ، هو إيمانك بالله في غيبه ، وقد تجلى عليك ، بما تستطيع أن تشهده ، "...لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ..." [البقرة 255] .

0.27

حديث الخميس 14-05-2015
السيد علي رافع

فالإيمان بالله هو في التدبر، وفي التفكر، وفي إيمان الإنسان بما أعطاه الله من قدرة ومن عقل، وفي تفعيل ما أعطاه الله أيضاً من قدرةٍ على الذكر والتَذكُّر، وفي إدراك أن الإنسان له حياةٌ ممتدة، وأن ما يجعله حياً في هذه الحياة الأخرى هو ما يفعله على هذه الأرض من خلال العمل الصالح. فهنا، هذه الأساسيات التي إذا تعلمها الإنسان ومارسها، يكون في دين، يكون في قانون الحياة، يكون متابعاً لقانون الحياة.

0.27

حديث الخميس 28-10-2010
السيد علي رافع

لو نظرنا إلى الإيمان بالله ، الإيمان بالغيب ، الإيمان بما وراء هذا الكون ، الإيمان بأصل هذا الكون ، الإيمان بما لا نستطيع أن نتصوره ، هو أمرٌ قائمٌ في فطرة الإنسان ، يوم يشعر بضعفه وبجهله وبقلة حيلته ، في أمورٍ كثيرةٍ يتعرض لها على هذه الأرض ، وفي تفسير أمورٍ كثيرة لا يعرفها ، ويؤمن بأن هناك ما وراء هذا الكون .

0.27