خطبة الجمعه 28-01-2005
السيد علي رافع

علينا أن نتعلم وأن نتفهم معنى وجودنا في هذا القيام الكثيف علينا ونحن نجاهد ونحن نذكر ونحن نقوم بكل مناسكنا أن نركز فيما نقوم به وفي دلالته بالنسبة لنا وفي أن هذا ضروري بالنسبة لرقينا الروحي ولارتقائنا المعنوي وأن اللحظات التي نقضها في ذكر الله وفي التعرض لنفحات الله لها قيمة كبرى في إحياء قلوبنا وفي إزالة الصدأ الذى قد يصيبها (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلائها لذكر الله) قد لا نرى هذا الأثر بصورة مباشرة ولكن الإنسان الذي يتأمل أحواله والذي يحاول أن يعكس البصر إلى داخله يمكنه أن يجرب كيف يكون حاله وكيف يكون إحساسه إذا انقطع عن ذكر الله. بل أنه يمكنه أن يشهد ذلك فيمن يحيطون به في هذا العالم الأرضي وهم كثيرون الذين غفلوا عن ذكر الله. ما هي أهدافهم؟ وما هي أحوالهم؟ وما هو سلوكهم؟ إن ما نراه طبيعياً في وجودنا وفى سلوكنا وفي معاملاتنا هو ليس كذلك إنه نتاج ذكر ونتاج حال ونتاج قيام. وكما يقول القوم في بعض أقوالهم أن الله قد اختفي في شدة ظهوره. فكذلك فإن اثر العبادة عليك وأثر الذكر عليك وأثر حسن المعاملة عليك اختفي في شدة ظهوره. إن أي تصور آخر أو شكل آخر تتصوره أنك يجب أن تكون عليه حتى تشعر بثمرة جهادك هو في حد ذاته بُعد عن الحقيقة. إن الحقيقة واقعة فيما أنت عليه وفيما أنت قائم به.

0.76

حديث الخميس 27-05-2010
السيد علي رافع

بهذا ، هو يستطيع أن يكون في تفاعل ، بين أن يعكس البصر إلى داخله ، وبين أن يعكس البصر في خارجه أيضاً ، أو أن يوجه البصر إلى ما هو حوله . وهذا ما نُوَجَّه له دائماً ، في كل شيءٍ في هذه الحياة أيضاً ، إن الإنسان يعيش بين عالمين ، يعيش بين عالمٍ داخليّ خاصٌ به ، وبين العالم الخارجي المحيط به ، هو كائنٌ يعيش بين هذين العالمين ، ويحاول أن يوجد صلة ، بين هذا العالم الذي يحيط به ، وبين هذا العالم الذي يحيط هو به . وهذه الصلة ، أو من خلال هذه الصلة ، بيحدث النمو الروحي للإنسان ، فالإنسان هو نتاج لهذا التفاعل ، بين ما هو قائمٌ فيه ، وبين ما هو قائمٌ عليه .

0.29

خطبة عيد الفطر 17-03-1994
السيد علي رافع

أم أنه يغمض عيناه عن هذه المعاني لا ينظر الى ما فيه من قدرات لأنه مشغول بخارجه مشغول بمن حوله لا يعكس البصر الى داخله ولا يعكس البصر الى قلبه ولا يتجه الى الله بالدعاء حتى يكشف الله له ما في داخله(كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)إنه لو تعرض لهذا المعنى لو طلب هذا المعنى ليكشف له عما فيه من طاقات وقدرات لإستطاع أن يعمل الإنسان الكثير (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)وهذا ما يتجه الإنسان به لله أن يشهده ما فيه من سره ومن قدرته وعظمته وهذا لا يكون إلا بأن يحاول الإنسان أن ينظر الى أعماقه ذلك فإن العبادة بكل صورها تحاول أن تشد الإنسان من خارجه الى داخله مما هو محيط به الى ما يحيط به الإنسان في قلبه.

0.28

خطبة الجمعه 17-10-1986
السيد علي رافع

ينظروا في وجودهم ويعكسوا أبصارهم الى داخلهم باحثين عن قدراتهم وعن قولهم مدركين أنهم ما تواجدوا في ظاهر أمرهم في مجتمع بهذه الصورة أو في أي مجتمع بأي صورة أو في أي حياة بكل صورة إلا أن بين أيديهم وفي داخلهم ما به يغيرونه وما به يبدلونوما به يقومون وما به يعلمون يتجهوا الى قلوبهم الى أعماقهم الى وجودهم الى داخل قيامهم واعلموا أنههم بقلوبهم ودعائهم وبإتجاههم وصدقهم وإخلاصهم في أعمالهم يستطيعوا الكثير يستطيعوا أن يفعلوا ما لا تستطيع الجوارح أن تفعله وقد شرع لهم دين الحق الدعاء والرجاء فعلموا وعرفوا أن بأيديهم قوة لا يستهان بها هي قوة قلوبهم وإرادتهم أن يكون هناك صلاحا وأن يكون هناك إصلاحا ينظروا الى الظلام فيعقدوا العزم بوجودهم وبإرادتهم وبدعائهم وبصدق رغبتهم أن يبدل الله الى نور وهم يسيرون في الأرض كلما نظروا أمامهم فوجدوا فسادا أو إفسادا يعقدون العزم ويتوجهون بقلوبهم بإرادتهم أن يتغير هذا الظلام وأن يزال هذا الفساد وأن تزول هذه الغمة وأن يزول المفسدون والمظلمون الذين يعيشون في الأرض فسادا ولاما ويفقدوا الناس إحساسهم بقوتهم وبإرادتهم وكرامتهم ويصبحوا بذلك قوة تسير في داخل هذا الظلام فتنيره وفي داخل هذا الفساد فتصلحه وتغيره وهم بذلك يكونوا رجالا في الله خالصين.. (إن لله رجال إذا ذكروا ذكر الله)(إن لله كنوز مفاتيحها الرجال)0رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).

0.28