خطبة الجمعه 27-06-2003
السيد علي رافع

إذا آمن الإنسان بذلك فيكون طلبه أن يهديه الله الى طريق الحق والفلاح والخير والصلاح الذي خلقه من أجله. يريد أن يعرف حكمة وجوده. كيف يسلك على أرض كيف يكسب حياته. فكانت الرسالات والرسل وكان الأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين الذين يدعون الناس الى ما يهديهم والى ما ينير لهم طريقهم. فيشهد أن محمد رسول الله. (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285)(سورة البقرة) فشهادة أن محمداً رسول الله هي شهادة جامعة لمعنى الرسول على هذه الأرض. فالتوجيه الأول للإنسان أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بصدق وبفهم وإدراك عميق لهاتين الشهادتين. من خلالهما يستطيع الإنسان أن يتقبل ما وجّه إليه بتفهم عميق لما يجب أن يكون عليه. فكانت كل الأوامر هي لكشف أسرار الحياة للإنسان. كيف يستطيع أن يسلك على هذه الأرض. إن وجوده على هذه الأرض من خلال هذه الذات ومن خلال ما أودع الله فيه من قدرات وإمكانات وشهوات أيضا هي لتحريكه عليها.

0.49

خطبة الجمعه 27-06-2003
السيد علي رافع

وحركته عليها كما نتذاكر دائما هي لتدريبه على الحياة. فأُعطي قوة روحية تساعده على التوازن مع القوة الظلمانية التي وجدت في ذاته لتحريكه على هذه الأرض المادية. فكانت كل الأوامر هي لتعريفه كيف يأخذ قوة من مصدر أعلى ليستطيع بهذه القوة أن يوجه طاقاته المادية في طريق الخير والفلاح. فكانت كل العبادات هي لتوجيهه لكيفية تلقي هذه القوة الروحية. كانت الصلاة لربطه بهذا المصدر الحقي وكان الصوم لتعرضه لنفحات الله الروحية وكان الحج لإقترابه من مصدر النور وكانت الزكاة لتعريفه أنه مخلف على هذه الأرض وأنه لا يملك شيئا وإنما الملك لله وأن عليه أن يزكي نفسه وألا يكون مرتبطا بمادي الحياة. (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3)(سورة البقرة) . ونُهي الإنسان عما يبعده عن الجادة وما لا يكون فيه نفعا للناس ولا لنفسه. فكانت كل النواهي في أساسها أنها أفعال لا تنفعه ولا تنفع الناس. (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(90)(سورة النحل).

0.37