خطبة الجمعه 28-01-2005
السيد علي رافع

ليس في قدرة أي منا أو كل منا أن يحلل ويقوّم ويجرب ويخرج بنتائج جديدة ولكن في مقدرة كل منا أن يحاول.. فأنت لا تستطيع أن تصلي حقا إلا إذا حاولت وفكرت في معنى صلاتك وفي معنى قيامك.. قد يكون فهما بسيطا ولكنك إن فعلت ذلك تكون قد قمت بالصلاة حقا.. وهذا دائما ما نطلق عليه ركن النية في العبادة لأن النية معناها الهدف الذي من أجله تقوم بهذا الفعل فإذا لم يكن لك هدف من قيامك بالفعل فلا فعل لك.. لذلك نجد ركن النية مهم جدا في كل عبادة..

0.67

خطبة الجمعه 28-01-2005
السيد علي رافع

ولكن لا يعني أننا ننهج نهجا قد يصنف أنه صوفيا أن نكون مرددين دون صدق ودون إدراك لما نقول. إن صدق الإنسان فيما يرى وفيما يشهد وفيما يرى أنه الطريق الأقوم هو ما يجب أن يتحدث به. العلم الحقيقي هو الذي ينبع عن الممارسة والذي يُنتج آثارا يتحدث بها من قام في هذا الطريق. إننا نقول أن العلم ليس مجرد ترديد هناك نوع من العلم كما يعرّف في أرضنا وفي مجتمعاتنا هو علم بالأحداث وروايتها وماذا قال هذا وماذا قال ذاك إن هذا في نظرنا هو صورة أخرى لكتاب أو لتسجيل أو لترديد إنه علم بالأحداث وعلم بالأقوال أما العلم الأعلى هو الذي ينبع من تجربة ذاتية ومن فكر وتأمل في كل هذه الأحداث وفي كل هذه الأقوال وربط بينها وبين حال الإنسان في قيامه وسلوكه. هناك فارق كبير بين أن تسرد ما فعله الآخرون وبين أن تضيف أنت بأن تجرب وتحاول وتخرج نتائج تجربتك الذاتية.

0.51

Unkown 08-04-2001
السيد علي رافع

"الصلاة عادة والصوم جلادة والدين المعاملة". هنا لا نقول أنه لا قيمة للمناسك لا نقول ذلك. كما نقول الأركان. أركان ولكن هناك يناء فوق هذه الأركان. هذه هي الحياة كلها. العبادات تساعدك على أن تعيش حياة حقية في الله. فإذا لم تساعدك فلا قيمة لها. علشان كده قالك "من لم تنهه صلاته فلا صلاة له". لأن إذا كانت الصلاة لم تورثك أن تكون أكثر صدقا في حياتك في عملك في معاملاتك في كل أحوالك الدنيوية ففي هذه الحالة لا صلاة لك. وأصبح لا قيمة لما تفعله من عبادات ومن أمور مختلفة. من هنا بنقول أن القضية هي قضية صدق فيما تقوم به من هذه العبادات. وهنا الدين بيعلمنا أن النية أساس في هذه العبادات. والنية أساسها فهم فيما تقوم فيه وفيما تقوم به. أنت تعلم في الدين أنك إذا لم تنوي الصوم فلا صوم لك وإذا لم تنوي الحج فلا حج لك وإذا لم تنوي الصلاة فلا صلاة لك. النية أساس من الأسس. النية ليست فقط في أنك نويت بالكلام أو بالفكر وإنما أيضا بأن يكون لك فهم فيما تقوم. وأنت تصلي لك فهم في الصلاة، وأنت تصوم لك فهم في الصوم. وأنت تزكي لك فهم في الزكاة وأنت تحج لك فهم في الحج. من هنا يبدأ الفارق بينك وبين الوثنيين أو الأصنام الجامدة. أنت ترى مثلا إنسان ذهب الى بعض البلدان الهند مثلا هو ما حدث في قضية الأفغان وأصنام بوذا.

0.28

خطبة الجمعه 13-10-2006
السيد علي رافع

وهناك إذاً عبادة الفكر، وعبادة الذكر، وعبادة العمل، وكل هذا ينبع منك، وهذا هو الإيمان الحقيقي، الإيمان الذي ينبع من الإنسان، ما يعتقد الإنسان حقاً، لا ما يقوله له الآخرون، لا ما يقوله له الآخرون أن اعمل كذا ولا تفعل كذا، لا ما يقوله له الناس دون وعيٍ ودون فهم . الإيمان هو ما ينبع من الإنسان بعطاء الله له حتى ولو كان بسيطاً إنما ينبع من داخله . فالقول بأن اللهم ارزقنا إيمان العوام، لأنه إيمانٌ نبع من قلوبهم، ومن عقولهم البسيطة، ولكنه نبع من داخلهم ، فكثيرٌ من العلماء يتحدثون ولكن ما يتحدثون به لم ينبع من داخلهم، لم ينبع من عقولهم وقلوبهم، إنما ينبع ويصدر ترديداً لأقوالٍ سمعوها وحفظوها وقالوا عنها علم [والذي لا يردد العلم ليس بعالم]. إن من يردد العلم هو ناقلٌ له، إنما العالم هو الذي يصنع العلم، والمؤمن هو الذي يصنع الإيمان، ولا نطلب الكثير فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وإنما يرشدنا الله أن بالقليل الذي نملكه نستطيع أن نصل إلى الكثير، نصل أن نكون مؤمنين حقاً .

0.28

خطبة الجمعه 23-03-2007
السيد علي رافع

ولو نظرنا إلى شريعته لوجدناها كذلك ، ولكننا فصلنا بين أمر ربنا وبين مقصوده الذي وضَّحه لنا ، فصلنا بين الهدف وبين العمل ، بين الهدف وبين العبادة ، بين مقصودنا وبين سلوكنا . وديننا ربط بين الهدف والعمل ، فالنية هي هدفٌ ، وإقامة الفعل أو المنسك هو عملٌ . ديننا علمنا أن العمل لا يصح إلا بالنية ، "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى" ، والنية هي الهدف ، فلا يصح العمل إلا إذا ارتبط بهدفٍ ، بنيتك فيما تقوم به ، وفيما تفعله .

0.28