خطبة الجمعه 13-12-2002
السيد علي رافع

لأن كل إنسان على هذه الأرض له شخصيته وله فرديته. والإسلام بمفهومه العام الشامل هو أنه يوضح لنا كيف نتعايش معا على هذه الأرض). ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (64) (سورة آل عمران) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) (سورة العنكبوت) المقصود هنا ليس أن تجادلوهم لتجبروهم على أن يتبعوا ملتكم أو طريقتكم في الحياة. لأننا لو نظرنا الى داخل من ينتمون الى الإسلام إسما وجدناهم شيعا كثيرة كلُُ يعتقد أنه على الإسلام وأن غيره ليس كذلك وحين يتكلم أحد منهم يقول الإسلام هو كذا وكذا والآخر يقول نفس الشيء. الإسلام هو كل شيء هو كل مفهوم صادق نابع من منطق حكيم ومن تأمل مستقيم ومن نظرة صائبة ومن رغبة صادقة في الصلاح والإصلاح. الإسلام هو منهج وليس شكلا وهذا ما نردده دائما. الإسلام هو أسلوب حياة وليس طقوسا ولا شعارات. إن دعوة الإسلام لا تقول للناس تعالوا وافعلوا كذا وكذا وكذا ولكن تقول لهم فكروا وتأملوا وتدبروا فيما أنتم فيه قائمون. واتبعوا ما تروا أنه الأحسن والأفضل والأقوم . إن دعوة الإسلام تقول للناس إرجعوا البصر الى داخلكم وانظروا ما أودع الله فيكم. أودع فيكم سره ونفخ فيكم من روحه وأعطاكم إرادة فماذا أنتم فاعلون؟ إن دعوة الإسلام هي دعوة تفكر وتأمل وتدبر وتعايش وتعامل بالحسنى والبحث عن الحقيقة وإقامة العدل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ (90)(سورة النحل) هذه هي الكلمة السواء التي يدعو لها الإسلام لا ليتغير الناس لشكل آخر وإنما ليتأملوا ويتدبروا فيما هم فيه قائمون.

0.44

خطبة الجمعه 13-12-2002
السيد علي رافع

وسيظل الناس يبحثون عن السبل لإحقاق الحق وإقامة العدل. وسوف يختلفون دائما في تنفيذ هذه الأوامر وإحقاقها ووضعها على أرض الواقع. والإسلام يدعوهم الى ذلك من خلال أسلوب يتعاملون فيه كل يقدم ما يستطيع ويتجادلوا بالحسنى في تنفيذ القيم التي يراها الناس جميعا فالناس جميعا في جميع بقاع الأرض وفي جميع حضاراتها وثقافاتها حين يتكلموا. يتكلموا عن نفس القيم وإن إختلفت الرؤى في التنفيذ. فالكل يتكلم عن السلام ولكن في سبيل هذا السلام ربما يقول أني سأحارب لأحقق السلام. الكل يتكلم عن الرحمة للناس ولكن حين ينفذ هذا ربما يقول أني سوف ألجأ الى العنف حتى أصل الى الرحمة. وهكذا فمن الناحية المفهومية من ناحية القيم الحقية فطرة الإنسان تجعله يؤمن بكل القيم الجميلة والجليلة والعظيمة. والإسلام يحث الناس على إكبار هذه القيم فيهم وأن يحاولوا حين ينفذوا هذه القيم أن يعرفوا أن نفوسهم تميل الى السوء في بعض الأحيان فعليهم أن يجتمعوا ويتدبروا أمرهم ويبحثوا عن أفضل السبل لإحقاق أمرهم. لذلك فإستخدام الأديان هو إستخدام من جانب الشياطين. شياطين الجن والإنس الذين يريدون أن يشعلوها فتنة بإستخدام هذه القيم الجليلة. القضية ليست في هذه القيم ولا يجب أن يكون هناك إختلاف على هذه القيم. الإختلاف يجيء أساسا من النفوس المظلمة ومن الرغبات المادية التي تريد أن تسيطر على هذه الأرض.

0.39

خطبة الجمعه 23-11-2001
السيد علي رافع

إن الإسلام دعوة للناس أجمعين.. ورسالة كل مسلم أن يكون مثلا صالحا ليقرأ الناس من خلاله معنى الإسلام.. ووظيفة كل مجتمع مسلم أن يكون مثالية صالحة.. حتى يقرأ العالم كله من خلاله معنى الإسلام.. ولكن للأسف نرى عكس ذلك تماما.. نرى الذين ينتسبون للإسلام ينفِّرون الناس من الإسلام.. الذي هو دعوة للحق والخير والجمال.. دعوة للفكر وللتفكر والتأمل والتدبر.. دعوة للعلم والبحث والتطور.. دعوة لمعرفة كل ما هو أعظم ووأقوم أفضل وأحسن للبشرية كلها.. إن الإسلام ليس مجرد كلمات تلوكها الألسن.. ومجرد أشكال تقوم بها الجوارح.. إنما هو سلوك متحضر متقدم متفاعل مع الكون متفاعل مع المجتمع.. يرى الأفضل والأحسن والأقوم..

0.27